&BrInC EgYpT& المرشحون للاشراف
المشاركات : 110 نقاطك : 310 التقييم : 0 تسجيلي : 21/02/2013
| موضوع: التفسير المختصر والمفصل لسورة الفاتحة الثلاثاء يونيو 11, 2013 8:39 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
سوف أقوم بتفسير وشرح آيات سورة الفاتحة أولا بشكل تفصيلي وتوضيحي بسيط من أجل تبيين وتوضيح معاني وأحكام ومقاصد هذه السورة العظيمة وذلك لأن هذه السورة هي ركن من أركان الصلاة وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) فهي السبع المثاني لأن آياتها السبع بما فيها آية البسملة تُتلى وتُكرر في كل ركعة وفي كل صلاة وهي كذلك أم الكتاب لأنها حوت معاني القرآن الكريم كلها واشتملت على مقاصده الأساسية بشكل عام، لقوله تعالى ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام ( والذي نفسي بيده ما أُنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن: الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثانيوالقرآن العظيم الذي أُوتيته)، وذلك طبعا من أجل الإنتفاع بالمعاني العظيمة لهذه السورة الكريمة مما يجعل المصلي يقرأ هذه السورة على بصيرة ويقين راسخ يبث وينشرالطمأنينة والسكينة في قلب المسلم وبالتالي يزيد النور والخشوع في قلبه وروحه بمشيئة الله عزوجل ورحمته أثناء الصلاة. ومن أجل تيسير ذلك سوف أقوم بعد الشرح التفصيلي لسورة الفاتحة بشرح وتفسير مُختصر جدا لها حتى يستطيع المُصلي إستحضارهذه المعاني المختصرة في ذهنه بشكل لحظي خلال قراءته للآيات مما يحقق الغرض المذكور بمشيئة الله عزوجل، والله من وراء القصد.
الآية الأولى: بسم الله الرحمن الرحيم أي بسم الله عزوجل عظيم الرحمة ودائم الرحمة والفضل والإحسان والمنة على جميع خلقه.
الآية الثانية: ( الحمد لله ) أي نمدح الله عزوجل على وجه التعظيم ونحبه لرضانا على كل شيء يصيبنا في الحياة الدنيا من خير أو شر بسبب إيماننا الغير مشروط بالقضاء والقدر وتسليمنا بإرادة الله عزوجل ومشيئته، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( عجب لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خير له، وإن أصابته ضراء صبر، وكان خير له ) فهذا الحديث النبوي الشريف يشير إلى أن المؤمن إذا أصابه خير أحب ذلك ورضي به وإذا أصابه شر سَلمَ ورضي به لأنه لا يصبر على البلاء والمصيبة إلا من يرضى بها، ولكن يجب هناالإشارة إلى نقطة مهمة جدا وهي أنه من الضروري للمسلم أن يُسلم ولا يعترض على قضاءالله وقدره خيره وشره، سواء رضي به أو أحبه أو لم يرضى به أو لم يُحبه. بينما من الضروري للمؤمن أن يُسلم ولا يعترض على قضاء الله وقدره خيره وشره وأن يرضى به أو أن يُحبه، فمن يحب القضاء والقدر فهو بالتأكيد راضٍ به، وذلك لأن في كل إبتلاء وإمتحان في الحياة الدنيا أجر عظيم في الحياة الآخرة. أما ( رب العالمين ) أي الخالق العظيم، خالق كل شيء.
الآية الثالثة: ( الرحمن الرحيم ) أي الذي وسعت رحمته كل شيء لقوله تعالى ( ورحمتي وسعت كل شيء )، وذلك لأن رحمته تُصيب كل شيء من إنس وجن وحيوان ونبات وجماد وغير ذلك من المخلوقات، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن لله مائة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس، والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه، فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة، حتى إن الشيطان ليتطاول، يظن أن رحمة الله ستسعه في ذلك اليوم ) أما بالنسبة للنباتات والجمادات وغيرها فإن رحمة الله عزوجل لها تكون بتوفيره سبحانه و تعالى لها مختلف الأسباب المادية من هواء وحرارة وماء ومعادن وغيرها لكي تحافظ على كيانها وبنيتها ووجودها إلى ما شاء الله الملك العظيم الخالق القدير فعلى سبيل المثال، إن الله عزوجل يُنعم على النبات بالضوء والهواءوالحرارة والماء حتى تُحافظ على كيانها ووجودها وعلى ذلك قس.
الآية الرابعة: ( مالك يوم الدين ) أي هو سبحانه وتعالى مالك يوم الحساب ويوم الجزاء، لأننا جميعا مآلنا ومرجعنا إلى الله الملك العظيم الحكم المقسط فيحاسبنا سبحانه وتعالى على أعمال قلوبنا من معتقدات ونيات وعلى أعمال ألسنتنا من أقوال وعلى أعمال جوارحنا من أفعال، قال تعالى ( إنا لله وإنا إليه راجعون).
الآية الخامسة: ( إياك نعبد ) أي إياك نُعظم، لأنه عندما تُعظم الله الملك العظيم فإنك لن تجرؤ على إنكار وجوده أو إنكار وحدانيته بالشرك به أو بنسب إليه ما لا يليق به عزوجل، قال تعالى ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ). أما (وإياك نستعين ) أي عليك نتوكل بطلب وقضاء حوائجنا في الحياة الدنيا لأننا عاجزون عن تدبير أمور حياتنا ومعاشنا بمفردنا لأننا لا نعلم الغيب ولا نعلم بواطن الأمور فالظاهر خيراً قد يكون شراًوالظاهر شراً قد يكون خيراً، قال تعالى ( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)، وكذلك إليك نتوجه بطلب الهداية ورجائها لقوله تعالى ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم ).
الآية السادسة: ( اهدنا الصراط المستقيم ) أي ثبتنا على الحق وعلى طريق الإسلام المستقيم لأن المصلي الذي يقرأ هذه الآية هو مهتدي إلى الإسلام بمشيئة الله عزوجل منذ اللحظة التي آمن بها بالله عزوجل وبنبوة الحبيب المصطفى سيدنا محمدصلى الله عليه وسلم، وكذلك أنعم علينا بالزيادة في الإيمان والهداية لقوله تعالى (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) وكذلك قوله تعالى ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) حتى نلقى الله الملك العظيم الهادي الكريم بحسن الخاتمة بفضل ومنة من الله عزوجل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما الأعمال بالخواتيم ) وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام ( إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار وإن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة ).
الآية السابعة: ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين )،أي إهدنا لإتباع منهج من أنعمت عليهم ممن سبقنا من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والموحدين قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وبإلتزام نهج المسلمين الموحدين والمهتدين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى رأسهم الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الأنبياء وسيد البشرية جمعاء، قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون). ولا تجعلنا من المغضوب عليهم وهم اليهود المُضللين ولا من الذين يضلون طريق الهداية المستقيم وهم النصارى الضالون.
أما التفسير المختصر الذي يمكن إستحضاره في ذهن المصلي خلال الصلاة هوالآتي:
الآية الأولى: ( بسم الله الرحمن الرحيم)، أي بسم الله عظيم الرحمة ودائم الرحمة. الآية الثانية: ( الحمد لله رب العالمين)، أي نمدح ونحب الله الملك الخالق العظيم. الآية الثالثة: ( الرحمن الرحيم )، أي الذي رحمته أصابت كل شيء. الآية الرابعة: ( مالك يوم الدين )، أي مالك يوم الحساب. الآية الخامسة: ( إياك نعبد وإياك نستعين )، أي إياك نُعظم وإليك نتوجه بطلب الهداية. الآية السادسة: (اهدنا الصراط المستقيم)، أي ثبتنا على الصراط المستقيم وأكتب لنا حسن الخاتمة. الآية السابعة: ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )، أي إجعلنا من الذين يهدون ولا يُضَللون ولا يَضِلون. والسلام عليكم ورحمة الله بركاته. المراجع: 1) صفوة التفاسير، تأليف الأستاذ محمد الصابوني .
| |
|