مسلمين وأتم هذه التحية وأكملها (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) فهو دعاء للمسلم عليه بالسلامة والرحمة والبركة.
والسلام اسم من
أسماء الله الحسنى، والسلام من محاسن الإسلام ومن حق المسلم على أخيه
المسلم وابتداؤه سنة عند اللقاء على من عرفت ومن لم تعرف من صغير وكبير
وغني وفقير وشريف ووضيع وهو يتضمن تواضع المسلم وأنه لا يتكبر على أحد فمن
بدأ الناس بالسلام فقد برئ من الكبر([1]) وأولى الناس بالله من بدأهم بالسلام([2]) وأبخل الناس الذي يبخل بالسلام([3]) وإفشاء السلام من أسباب المحبة والألفة بين المسلمين الموجبة للإيمان الذي يوجب دخول الجنة والنجاة من النار كما قال النبي e: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم»([4]) وعلى المسلم عليه رد السلام بمثله أو بأحسن منه.
قال تعالى: }وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا{ ]النساء: 86] وهذه تحية المسلمين التي جاء به الإسلام }تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً{ ]النور:
61] بخلاف تحية اليهود والنصارى، فتحية اليهود الإشارة بالأصابع وتحية
النصارى الإشارة بالأكف وقد نهينا عن تقليدهم ومشابهتهم وأن نبدأهم بالسلام
قال e «ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى الإشارة بالأكف([5])» وقال: «لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام»([6]) وقال: «من تشبه بقوم فهو منهم([7]) والله تعالى هو السلام ومنه السلام».
وتحية المسلمين في الدنيا والآخرة هي السلام }تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ{ ]الأحزاب: 44] }لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا{ ]الواقعة: 25، 26] يسلم عليهم الرب الكريم وتسلم عليهم الملائكة ويسلم بعضهم