البكائون البكاؤون جمع بكاء وهو صيغه مبالغه من البكاء ،البكاء ذلك الفعل
الذى يخرج من بنى ادم تلك الانهار التى تجرى من غير اخاديد تلك...
البكائون
البكاؤون جمع بكاء وهو صيغه مبالغه من البكاء ،البكاء ذلك الفعل الذى يخرج من بنى ادم
تلك الانهار التى تجرى من غير اخاديد تلك البراكين التى تتفجر فى القلوب فلا تجد لها منفد
الا عبر العيون
البكاء والبكا لفظان يقال بكاء بالهمز ويقال بكا
قال الفراء وغيره بتصرف اذامددت فقلت بكاء اردت الصوت الذى يكون مع البكاء واذا
قصدت فقلت بكا اردت الدموع وخروجها
قال الخليل رحمه الله
من قصرا فقال بكا ذهب الى معنى الحذن ومن مده وقال بكاء ذهب الى معنى الصوت بتصرف عنه رحمه الله
قال كعب بن مالك رضى الله عنه
فى رثاء حمزه رضى الله عنه بكت عينى وما يغنى البكاء ولا العويل
انواع البكاء
زكر ذلك بن القيم رحمه الله فى ذاد الميعاد في المجلد الاول قال فيه بتصرف بسيط واختصار قال فمنه
1: بكاء الرحمه والرقه 2-وبكاء الخوف والخشيه
3- وبكاء المحبه وا لشوق 4- بكاء الفرح والسرور
5-بكاءالجذع 6- بكاء الحزن
7- بكاء الضعف 8-بكاء النفاق
9- بكاء مستعار 10- بكاء الموافقه
وليس عن هذا نتكلم ولكن نتكلم عن البكائين من خشيه رب العالمين البكاؤون الذين يحبهم ربهم والذين
امتدحهم إلههم يبكون رحمه وشفقه يبكون حزنا على ما جنت أيديهم فى الايام الماضيه يبكونا خوفا على ما
يعلمون عن الايام القادمه يبكون شوقا لرؤيه ربهم يبكون فرحا بوعد نبيهم يبكون سرورا بثوابهم يبكونا لذه
بمناجاه ربهم ، مدح الله رسله بالبكاء فقال جل علاه
(اذا تتلى عليهم ايات الرحمان خروا سجدا وبكيا )
ووصف اوليائه واحبابه من اهل العلم والدين انهم يبكون لا بل من بكائهم يخرون ويخشعون فقال جل علاه
(ويخرون للأذقان يبكون ويزدهم خشوعا )
اثنا على عبادا من عباده من بكائهم فقال سبحانه وتعالى
(وإذا سمعوا ما انزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق)
من يسمع هذا القران فلا يبكى
فقال (افمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون )
من لى من لها من للقلب المخلق من لنا غير البكاء الخلائق لله الخالق من لى من لها من للعبيد والوليد والسعيد
والعربيد من للدماء غير البكاء ، بكاء يتولد من لحمه القلب السحيقه إعلاما صريح وفاضح ببشاعه ضعفنا
وستسلامنا وتدهورنا امام عبقريه الوجود وعظمه الإله بكاء يملىء الوديان الناشفه بماء الخشيه والاجلال
بكاء يضحك لانه يمارس عباده روحنيه يهديها لمن يشاء رب البريه بكاء مفرط من خجله الندى بكاء مفرط
فى اعترافه مفرطفى حبه فى اخلاصه
فضيله البكاء
1- البكاء من الذنوب نعمه
2- البكاء عند تزكر الموت والخاتمه ُجنه
3- البكاء عند تذكر القدوم على الله والوقوف بين يده والحساب
والسؤل سعاده البكاء عند فوات الطاعه والوجل من العذاب والرحمه عند المصاب والرقه عند الموعظه
والخشيه عند الذكره لذه لايعلمها الا من جربها
حينما اتكلم عن البكاء والبكائين فانى اتكلم عن اُناس لم تسكب عبراتهم الا من اجل ربهم لم تسكب عبراتهم
من اجل دنيا فاتتهم او مركز ومناصب حاوزتهم او غيره لا وربى إنما عن اشرف الدموع نتكلم عن الدموع
التى تدل على يقين صاحبها عن الدموع التى تدل على الرهبه والصدق والمعرفه وحسن علما بالعاقبه اتكلم
عن دموع تكاد تتحدث هى للناس افصح من كل كلمه اروع من كل عباره اجمل من كل قصيده اجمل من كل
معلقه دموعا فيها اسرار وعظات فيها قصصا وروايات دموعا فيها صرخات فيها اهات فيها ندائات لرب
الارض والسماوات دموعا بمعرفه مكنونها تكتب الكتب وتؤلف المؤلفات تروى لها القصص والراويات يا الله
ما اعظمها من دموع يا الله ما احلاها من عبارات اللهم اجعلنا من البكائين من خشيتك اللهم اجعلنا من البكائين
طمعا فى رضاك ياذا الجلال والاكرام
فى المتفق على صحته يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم
سبعه يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله ومنهم رجل زكر الله خاليا ففاضت عيناه
يارب اجعلنا جميعا من هؤلاء يا رب العالمين يا رب اجعلنا ممن اذا خلا بك بكا ووجل وخاف ودعا واناب وتاب
برحمتك يا ذا الجلال والاكرام اللهم امين
ثبت عند الطبرانى بسند صححه الالبانى رحمه الله عليهم
عن انس بن مالك رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عينان لا تريان النار عينا بكت وجلا من خشيه الله وعينا باتت تكلاء فى سبيل الله
اللهم ارزقنا هاتين العينين يا ذا الجلال والاكرام والحديث عند ابا يعلا عن انس بسند صحيح
عينان لا تمسهما النار ابدا عينا بكت من خشيه الله وعينا باتت تحرس فى سبيل الله
رواه الحاكم وحسنه الالبانى
اعلم يا مسلم اعلمى يا مسلمه يا من تستغربون من البكائين اذا رأيتموهم يا من تستغربونا من اهل البكاء اذا
سمعتموهم لماذا هم يبكون ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
حرم على عينين ان تنالهم النار عينا بكت من خشيه الله وعينا باتت تحرس الاسلام واهله من اهل الكفر
رواه الامام احمد والترمذي عن ابى هريره رضى الله عنه
يقول ابى هريره رضى الله عنه
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم
لايلج النار رجلا بكى من خشيه الله حتى يعود اللبن فى الضرع ولايجتمع غبارافى سبيل الله ودخان جنهم فى
منخري مسلم ابدا
ياالله: ايها المؤمنون ياالله ما احلى البكاء لرب الارض والسماء ما اجمل الانين ذله لرب العالمين ما اروع
الانكسار والخضوع لمن يجير ولا يجار عليه ، انزلى انزلى يا دموع
عن كعب الاحبار قال
لان ابكى من خشيه الله احب الي من ان أتصدق بوزنى ذهبا
انهم اقوام عرفوا ما معنى البكاء من خشيه رب الارض والسماء انهم اقوام عشقوا الدموع خشية لرب القلوب
لكى يبكوا خشوعا ا
عن ابا رجاء قال
رايت بن عباس رضى الله عنه واسفل من عينيه مثل الشراك البالى من البكاء
قال قتاده
كان اللاء بن زياد قد بكى حتى غشى بصره وكان اذا اراد ان يقرا او يتكلم جهشه البكاء وكان ابوه يبكى حتى
عمى
اتعلم لماذا يبكون ؟
لانهم علموا فضل البكاء من خشيه الله جل فى علاه
عن مجاهد
كان يحيى بن زكريا يبكى من خشيه الله وقد اتخذت الدموع مجرى فى وجهه من البكاء فقال له ابوه زكريا
يا ولدى انى سالت ولدا تقر به عينى فقال يا ابى ان جبريل اخبرنى ان بين الجنه والنار مفازه لا يقطعها
الا كل بكاء يا الله
هل نحن من البكائين من خشيه رب العالمين ؟
قال اهيب
لما عاتب الله نوحآ فى ابنه لما انزل عليه
(انى اعظك ان تكون من الجاهلين)
بكى نوح حتى صار تحت عينيه امثال الجداول من البكاء ، يبكى نوح من ايه واحده انزلت فى عتابه فكيف بنا
وقد انزلت الايات وما زالت الى اليوم تعاتبنا فى تقصيرنا فى جنب الله ومع ذلك لانبكى
اه لقلوبنا ما اقساها اه لعيوننا ما اجفاها
قال يزيد الرقاشى
انما سمى نوحآ لانه كان نواحا
كلما استطعت ان تبكى اخي فابك لاتبخل على نفسك اسكب العبرات على ما جنت يداك من السيئات فان لم
تستطع فعليك بكلام رب الارض والسماوات لا يرقق القلوب مثل كلام علام الغيوب
عجبا لمن يقرا القران ولا يبكى
عجبا لمن يقف بين يدى الجبار يرتل الهدى والنور ولا يخشع
لما رات ام الربيع بن خيثم ما يلقى الربيع من البكاء والسهر نادته فقالت يا بنى لعلك قتلت قتيل قال نعم يا أماه
قتلت قتيل قالت ومن هذا القتيل يا بنى نتحمل على اهله فيعفوك والله لو علموا ما تلقاه من البكاء والسهر
لرحموك فكان يقول يا والدتى هى نفسي
بينما محمد بن المنكدر قائم يصلي ذات ليلة اذ استبكي فكثر بكائة ففزع آهله وسالوه عن حاله فلم يستطع
الكلام وتمادى فى البكاء فارسلوا الى صاحبه ابا حازم فجاء اليه وقال ما الذى ابكاك فقال محمد مرت بى ايه
فابكتنى
قال الحسن البصري رحمه الله عليه
كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يمر بالايه من ورد الليل فيبكى حتى يسقط ويبقى في البيت يعالج
كان هناك ىجلا يسمى عطاء البكاء ههو عطاء السليمى قيل له ما تشتهى قال اشتهى ان ابكى حتى لا اقدر
على البكاءفكان يبكى الليل والنهار كان يقؤل عنه رجل اسمه سرار العنزي قال عطاء لم يكن رجل من اهل
الدنيا فمن كثره بكائه عاتبه سرار فقال له عطاء كيف تعاتبنى فى شىء ليس هو لى انى اذا زكرت اهل النار
وما ينزل بهم من عذاب الله وعقابه تمثلت لى نفسى بهم
فيا اخى ويا اختى ان كنتم من المؤمنين الصالحين فبكوا شوقا
وان كنتم من ضعفاء الايمان فبكوا ندما
فلابد من البكاء ان الموت مصيرونا وان القبر مسكننا وان القيامه موعدنا وان الجنه او النار جزائونا
ان رؤيه الله جل فى علاه شوقنا وان عدم رؤيتنا له اكبر حرمان لنا
بكت عينى وطاق لها البكاءُالا تبكي وقد عظما البلاء ُ اعود اليك يا رحمانِ ابكى ذنوبى
ليس لى منها وجاءُ
هل تبكى يا اخى هل تبكى يا اختى هل تبكى يا نفسى
هل نبكي على ما مضى وندعوا لما قد ياتى
يا ارحم الراحمين اغفر لنا وارحمنا وتب علينا يا رب العالمين