بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله اوقاتكم بالحب والمسرات
كيف تستقطب المشاعر الايجابية
يقولون إن السعادة أصبحت عملة نادرة فى هذا العالم الذى يعج بالمشكلات
والصراعات، فعندما تنزل من بيتك صباحا متجها إلى عملك أو إلى أى مكان
وتتأمل قليلا فى وجوه الناس من المؤكد أنك ستلحظ الوجوه العابسة المتجهمة.
حتى إذا دخلت العمل أو المكان الذى أنت فيه وأنت مبتسم منشرح الصدر..
تشعر بالحماسة والنشاط نظر لك الجميع باستغراب قائلين : "خيرا إن شاء
الله".
وإذا حاولت أن تنقل طاقتك الحماسية والمتفائلة إلى الآخرين واستطعت بصعوبة
أن ترسم على وجوههم ابتسامة أو تطلق من حلوقهم ضحكة مدوية وجدت الجميع
يقول : اللهم اجعله خير.
إننا وصلنا إلى درجة أننا نتشائم من الضحك .. ونظن أننا لابد أن تنزل علينا مصيبة والعياذ بالله إن ضحكنا
فى حين أن هذه المشكلة هى المصيبة بعينها .
هل طبيعة الحياة التى اصبحت أكثر تعقيدا ؟
أم أن المشكلة داخل أنفسنا نحن ؟
اعتقد تماما أن المشكلة هى فى أنفسنا وفى قدرتنا على مواجهة مشاكلنا.
اتذكر دوما الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس رحمه الله؛ تعرض الشيخ في
بداية حياته إلى حادث أصابه بالشلل الرباعي وحولَّه إلى رأس لا يستطيع
التحكم في أيٍّ من أطرافه.. أيُّ ظرف أصعب وأقسى وأكثر سلبية من هذا الظرف؟
ومع ذلك لم يمنع هذا الحادث الشيخ أحمد ياسين من المضي قدماً في طريقه
وتحقيق رؤيته والقيام بما يعجز عنه الأصحاء و لم تكن تراه إلا مبتسما
متفائلا متحمسا .
دعونا نركب المركب وننطلق فى الإبحار سويا بحثا عن السعادة
وأول جزيرة سنجدها ....جزيرة لحظات السعادة ...
لوحة كبيرة مكتوب عليها (اجمع لحظات السعادة )
فبالتعامل مع المتدريبن عندنا ألقي بعد التدريبات أجد أن الكثير يتذكر فقط
لحظات الألم ولا يتذكر لحظات السعادة مطلقا،وهذه المشكلة ...اننا لا
نتذكر لحظات السعادة و لا نعرف اصلا ما الذى يسعدنا ؟
ولذلك فإن أول طريق السعادة أن تبحث فى ماضيك عن الأحداث التى اسعدتك
وتلتقطها من بين ملفات ذاكرتك و تنفض الغبار عنها، وتتذكر تفاصيلها وتعش
مشاعرها كما لو كنت تعيشها الآن .
وإذا قفزت إلى رأسك ذكرى مؤلمة ...فسريعا قل لنفسك (اقلب الصفحة ) أو اضغط على (delete ) و تذكر سريعا الذكرى السارة
ثانيا : ابحث عما تستطيع أن تفعله أنت كى تسعد الآن ...و لا تلق بالمسئولية على الآخرين
سؤال كثير ما طرحته فى جلساتى مع النساء عندما تتعالى الشكاوى من الأولاد
والزوج والدراسة و المدارس و الإنترنت والتليفزيون وطلبات البيت
و.....و....
ما الذى يسعدك ؟
و لكن للأسف الشديد ...القليل جدا من يعرف الإجابة ؟
لا تقل :
-أشعر بالسعادة عندما تأخذنى أمى بين أحضانها أو يقبلنى أبى قبلة حانية
- أشعر بالسعادة عندما يحضر لى زوجى هدية ويقدمها لى بحب
- أشعر بالسعادة عندما يحصل أبنائى على تقديرات ممتازة فى المدرسة
أنا معك تماما أن هذا يجلب السعادة
و لكنى انصحك أن تفكر بطريقة أخرى .. لأنك بذلك تلقى بالمسئولية على غيرك فى تحقيق سعادتك
فتقول :كيف أشعر بالسعادة وأبنائى كذا وزوجتى كذا ووالدى كذا وأمى كذا ورئيسى كذا ..
تحمل أنت مسئولية إسعاد نفسك
ابحث عن عمل تقوم به (أنت نفسك) تشعر فيه بالسعادة :
-أشعر بالسعادة عندما اقف بين يدى الله تعالى فى جوف الليل ادعوه و ارجوه واتضرع إليه
-أشعر بالسعادة عندما أقبل يدى أمى وأقول لها سامحينى على ما بدر منى
- أشعر بالسعادة عندما اقرأ كتاب فى التنمية الذاتية وأشعر أنى اتعلم جديد أفادني فى جانب من جوانب حياتى
-أشعر بالسعادة عندما أقوم بعمل أحبه واتقنه
-أشعر بالسعادة عندما أشارك أبنائى لعبهم ولهوهم وأرى فى عيونهم السعادة واسمع صوت ضحكاتهم البريئة
-أشعر بالسعادة عندما استطيع أن أزيل هموم زوجى وأنجح فى أن أرسم على وجهه بسمة رائعة
-أشعر بالسعادة عندما أعلم طالباتى مهارة جديدة تساعدهم على تطوير حياتهم
هذه أمثلة للحظات السعادة التى أملكها (أنا) وأقوم بها (أنا(
لا تنتظر أن يسعدك الآخرون.. تعلم أن تسعد نفسك بنفسك.. حاول وفكر وجرب.. ابحث عن سعادتك بنفسك
لا تنتظر أن يتفضل عليك الأخرون بمنحك السعادة التى تريد، بل فكر فيما يسعدك وابدأ الطريق للحصول عليها بنفسك
و تذكر دوما أن إدخال السرور على قلوب الآخرين يدفعهم ليدخلوا السرور على قلبك ...ابدأ أنت
ثالثا : تعلم أن تخطط لحياتك :
عندما تتعرف على ما يسعدك فى هذه الحياة تكون قد اخذت الخطوة الأولى نحو
بناء رسالتك ووضع أهدافك ورسم خطتك لمستقبل سعيد طبقا لما تريده أنت لا ما
يريده الآخرون .
الماضى ذهب وولى بآلامه وأحزانه.. والمستقبل يفتح لك ذراعيه على مصراعيه
فهل ستترك ماضيك حيث أنت ...أم ستاخذه إلى المستقبل حتى تفقد حياتك كلها
ماضيك ومستقبلك .
إن التخطيط للحياة يجعل لحياتك قيمة ويشعرك حقا بمتعة الحياة
إننى أشبه من لم يخطط لحياته بلاعبى كرة القدم الذين نزلوا إلى أرض الملعب
وظلوا الساعات الطوال يلعبون ويتقاذفون الكرة هنا وهناك حتى تعبوا وخارت
قواهم، ولكنهم لم يشعروا بالمتعة
اتدرى لماذا ؟
لأنهم نسوا أن يضعوا العارضة أو الخشبة ذات الثلاث أضلاع التى يوضع فيها الهدف ...إنهم ليس لهم هدف
تخيل مباراة لكرة القدم بدون (عارضة(!!
هكذا هى الحياة ...نسعى ونتعب و نجرى هنا وهناك ولكن (أين العارضة )؟ أين الهدف الذى اسعى إليه .
حتى وإن كانت العارضة موجودة ...ولم أحقق أهداف فسوف أحققها فى المباريات
الأخرى إن شاء الله، ولكن أن تبقى حياتى بدون (عارضة ) هذه هى التعاسة
بعينها.
والكثير من الناس من يرى التخطيط هو فقط خاص بالمشروعات والأعمال الوظيفية
والانجازات المالية.. فهل فكرت يوما فى أن تخطط لحياتك الأسرية ؟
نعم ....خطط لحياتك الأسرية ...حدد
كيف تشعر بالسعادة مع زوجتك ؟
كيف تشعرين بالسعادة مع زوجك ؟
كيف تشعر بالسعادة مع ابنائك؟
كيف تشعر بالسعادة مع إخوانك ؟
كيف تشعر بالسعادة مع أبويك ؟
خطط ...ضع الهدف ...ضع الوسائل والبدائل التى ستقوم بها أنت و ليس هم .....ثم ابدأ
الهدف :أريد أن أعيد السعادة لحياتى الزوجية
كل النساء تريد ذلك ...فبادرى وقدمى خطوة ...لا تقولى مستحيل..ولا تنتظرى النتيجة السريعة
فالتغيير يحتاج إلى صبر وطول نفس.. ففتور فى العلاقة استمر سنوات قد يحتاج إلى سنوات أيضا لمعالجته
يكفيك أنك تحاولين.. لا تنتظرى التغيير المقابل..لا تقولى مهما فعلت فلا
فائدة ...كونى على يقين (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ) ....فإن لم تر
الثمرة فى الدنيا حتما سترينها فى الآخرة.
إنها سعادتك فتشبثى بها وكونى على ثقة أنك تستحقينها وأنك ستحصلين عليها ولو بعد حين.
م/ن للفائدة