قصه وعبره
سئل أحد الحكماء يوما : ماهو الفرق بين من يتلفظ بالحُب ومن يعيشه ؟
قال الحكيم سترون الآن،
ودعاهم إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ، وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده... ،
...
ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر !
واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة !
حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا ، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه دون أن يسكبه على الأرض !!
وقاموا جائعين في ذلك اليوم ..
حسنا ، قال الحكيم والآن انظروا !
ودعا الذين يحملون الحُب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ، فأقبلوا والنور يتلألأ على وجوهمم الوضيئة ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة !
فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ،
وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله وقاموا شبعانين ..
وقف الحكيم : وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب :
"من يفكر في مائدة الحياة بأن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعاً ، ومن يفكر أن يشبع أخاه فسيشبع الإثنان معاً "
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥