الابـتـلاء .. دعـاء الـهـم والـحـزن ..
من الأدعية المهمة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ما أصاب أحداً هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك
بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب
الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً، فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال:
بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
رواه أحمد، وصححه الألباني.
هذه الدنيا دار ابتلاء، فقد ابتلي فيها من اصطفاهم الله من عباده وهم الأنبياء، وأكثرهم بلاء في هذه الدنيا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فاحمد لله أن جعل مصيبتك في أمر من أمور الدنيا، واضرع اليه أن
يسلمك من جعل مصيبتك في دينك، فإن أخطر نتائج الابتلاء أن يضجر العبد ويقع في تسخط القدر أو الكفر.
أن من ابتلاه الله في الدنيا فصبر فسيعوضه الله في الآخرة، والآخرة ما هو خير وأبقى، والآخرة خير من الأولى، وما عند الله خير للأبرار، فإذا صبرت على قدر الله فلك من الله أجر عظيم، قال الله تعالى
: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}.
والدنيا متاع قليل، ثم نلقى الله، وغمسة واحدة يغمسها المؤمن في الجنة تنسيه كل شقائه في الدنيا، فقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا
من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مرّ بك شدة قط؟ فيقول:
لا والله يا رب!!! ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط !! رواه مسلم.
أللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شي